بحث عن هارون الرشيد

هارون الرشيد هو أحد الخلفاء العباسين، وهو ابن محمد المهدي وأمّه الخيزران بنت عطاء، وقد اعتبر من أشهر الخلفاء العباسيّين استلم الحكم في عام ٧٨٦ إلى أن توفي في عام ٨٠٩ ميلادي وهو أوّل خليفة عباسيّ قام بالغزو بنفسه وكان من الأشخاص كثيري الحج وسمّي العصر الذي حكم به العصر الذهبيّ.

أشرفت على تربيته في صغره أسرة البرامكة الفارسية، وتعلم على يد العالم حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي فقد أعطاه الكثير من العلم مثل علم النحو، وعندما كبر هارون الرشيد قام والده بتعينه قائدا في الجيش وكان بارعاً في القيادة وقام بحصار القلعة الرومية وعاد إلى بلده محملاً بالغنائم وقام المهدي بمكافأته وجعله يتولى بلاد المغرب، ثمّ قام بعمل حملة عسكرية ضدّ إمبرطور البيزنطية، ثمّ تزوّج من زبيدة بنت جعفر وأنجب منها محمد الأمين ابنه الأكبر وابنه عبد الله المأمون الذي أنجبته الجارية الفارسية وتدعى المراجل، وبعد كلّ الغزوات قام المهدي بإطلاق لقب الرشيد على هارون وتوليته البيعة كولي عهد.

بعد وفاة موسى الهادي أخ هارون الرشيد، كانت الدولة العباسية تمتد من آسيا إلى المحيط الأطلسي فكانت الدولة متباعدة ومعرضة للفتن فقام هارون الرشيد بتولي الحكم ومسك أمور الدولة منعاً لظهور الفتن والثورات.

ارتقت الدولة في عصر هارون الرشيد فكان عصرها زاهر فارتقت بها العلوم والأدب والفن، وكان هارون الرشيد في ذلك الوقت يبلغ الثانية والعشرين من عمره فأبهر الناس بما قام به وعند توليه الخلافة قام بإصدار عفواً عام عن كل من كان هارباً أو مستخفياً.

اتخذ الرشيد الرقة عاصمة له وقام أيضاً بإنشاء بيت الحكمة في بغداد ووضع بها الكثير من الكتب والمؤلّفات، كما تمّت أول ترجمة إلى اللغة العربية لأشهر كتاب علمي وهو كتاب الأصول والأركان في الهندسة.

كما تمّ في عصر الخليفة هارون الرشيد تطوّر جميع العلوم وخاصة الفيزياء الفلكية والتقنية وكان هناك العديد من الاختراعات، كما قام بالاهتمام بالإصلاحات الداخلية فقام ببناء مساجد وقصور واستخدمت في عهده القناديل لأوّل مرّة واهتم بالزراعة وبناء الجسور وقام بتأسيس ديوان خاص للإشراف على تنفيذ الأعمال، كما قام هارون الرشيد بإخماد ثورات الخوارج وإنهاء الفتن الداخليّة، وقام بالتصدّي للبزانطيين والتخلّص من نكبة البرامكة.

لذلك ما زالت ذكراه إلى وقتنا الحاضر لما قام به في عصره وكان سبب لتطور الدولة وازدهارها، وتوفي في عام٨٠٩ ميلادي في مدينة طوس ودفن بها في جماد الآخر في سنة ١٩٣ هجري.